[center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : { إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً }، { ألم نجعل له عينين }، { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون} إلى غير ذلك من الآيات .
• قال تعالى : { وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين }
• وقال تعالى : { يعلم خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وما تخفي الصدور }
عن منصور قال :قال ابن عباس : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } قال :الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيريهم أنه يغض بصره عنها فإن رأى منهم غفلة نظر إليها فإن خاف أن يفطنوا به غض بصره عنها وقد اطلع الله من قلبه أنه ود أنه نظر إلى عورتها . رواه ابن أبي شيبة ج: 4 ص: 6 (17228)
• وقال تعالى { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً }
عن أنس بن مالك قال :كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : هل تدرون مم أضحك قال قلنا :الله ورسوله أعلم . قال :من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال : يقول : بلى قال فيقول : فأني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني .قال : فيقول :كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا . قال : فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي قال فتنطق بأعماله ، قال : ثم يخلى بينه وبين الكلام ، قال : فيقول : بعداً لكُنّ وسحقاً فعنكن كنت أناضل . رواه مسلم 4/2280 ح2969
أمر الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم المؤمنين بغض البصر في آيات وأحاديث كثيرة منها :
1) قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ...} إلى قوله تعالى { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ إن الله خبير بما يصنعون .وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... } الآيات
• قال القرطبي : البصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه وغضه واجب عن جميع المحرمات وكل ما يخشى الفتنة من أجله وفي صحيح مسلم عن جرير عن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري وهذا يقوي قول من يقول إن من للتبعيض لأن النظرة الأولى لاتملك فلا تدخل تحت خطاب تكليف .
[ وقال:] وبدأ بالغض قبل الفرج لأن البصر رائد للقلب كما أن الحمى رائدة الموت وأخذ هذا المعنى بعض الشعراء فقال: ألم تر أن العين للقلب رائد فما تألف العينان فالقلب آلف ا.هـ تفسير القرطبي
12 /222
• قال أبو العالية : كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو عن الزنا والحرام إلا في هذا الموضع فإنه أراد به الاستتار حتى لا يقع بصر الغير عليه . ا.هـ تفسير البغوي ج: 3 ص: 338
• وقال النسفي : ولم يدخل (من ) هنا [ أي في قوله : ويحفظوا فروجهم ] لأن الزنا لارخصة فيه بوجه . ا.هـ تفسير النسفي ج: 3 ص: 143
• قوله تعالى { ذلك أزكى لهم } :
قال القرطبي : أي غض البصر وحفظ الفرج أطهر في الدنيا وأبعد من دنس الأنام{ إن الله خبير } أي عالم { بما يصنعون} : تهديد ووعيد . ا.هـ تفسير القرطبي ج: 12 ص: 226
وقال ابن كثير : أطهر لقلوبهم وأتقى لدينهم . ا.هـ تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 283
2) عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال :غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . رواه البخاري ج: 2 ص: 870 ( 2333) و مسلم ج: 3 ص: 1675 (2121)
3) عن جرير بن عبد الله قال :سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري . رواه مسلم ج: 3 ص: 1699 ح 2159
4) عن بريدة مرفوعاً : يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة .
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك , الترمذي 2777 و احمد 1298 و أبو داود 2149 وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
قال البيهقي : لك النظرة الأولى وليست لك الثانية إذا كانت الأولى لا عن قصد تعمد فإذا أعاد النظر فهو كمن حقق الخطرة . شعب الإيمان : (ج: 1 ص: 298 )
5) عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من كان منكن يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رءوسهم ) كراهة أن يرين من عورات الرجال . رواه أبو داود ج: 2 ص: 246 / 851 وصححه الألباني في صحيح أبي داود
6) وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي النَّظَرِ إِلَى الَّتِي لَمْ تَحِضْ مِنَ النِّسَاءِ : لا يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُنَّ مِمَّنْ يُشْتَهَى النَّظَرُ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً . رواه البخاري معلقاً بالجزم 5/2299
7) وَكَرِهَ عَطَاءٌ النَّظَرَ إِلَى الْجَوَارِي الَّتِي يُبَعْنَ بِمَكَّةَ إِلا أَنْ يُرِيدَ أَنْ يَشْتَرِيَ رواه البخاري معلقاً بالجزم 5/2299
عن خالد بن مجدوح قال :سمعت أنسا يقول : إذا لقيت المرأة فغض عينك حتى تمضي . رواه ابن أبي شيبة