عبدالحليم والرقص على ايقاع الزمن

عبدالحليم والرقص على ايقاع الزمن

كلمة و نصف
بقلم طارق الشناوى
روز اليوسف بتاريخ 29 مارس 2013

قبل خمسة عشر عاما سألت الموسيقار الكبير كمال الطويل ماذا لو امتدت الحياة بعبد الحليم حافظ تجاوز السبعين من عمره...
ما الذى كان من الممكن ان يقدمه للناس في عصر ( الفيديو كليب )
اجاب كمال الطويل - سيقدم الفيديو كليب بأسلوب عبدالحليم

عبدالحليم الذى نحتفل به هذه الأيام بذكرى رحيله 36 لو كان بيننا الآن لتجاوز الثمانين باربعه ايام - تأملت كلمات كمال الطويل ووجدت ان سر عبدالحليم انه كان ابنا للزمن الذى يعيشه بل سابقا ايضا للزمن
يراهن على الكلمه واللحن القادم - كنا نعيش مطلع الخمسينات في مصر ثوره سياسيه وتحررا وطنيا

وجاء عبدالحليم ومعه كمال الطويل ومحمد الموجي وصلاح جاهين وانضم اليهم مأمون الشناوى ومرسي جميل عزيز وحسين السيد فأحالوها الى ثوره عاطفيه ايضا .
اطلق حليم اغنيته يا سيدى امرك يا سيدى التي غناها في فيلم ليالي الحب 1955 اول احتجاج ساخر على الأغنيه التي كانت سائدة قبل الخمسينات
وهكذا كان المجتمع في الماضي يسمح بثورة ضد الجمود وحليم هو ابن شرعي لزمن التمرد في عام 1953 عند اعلان الجمهورية المصرية رسميا قال يوسف وهبي في حفل لأضواء المدينه - اليوم تعلن الجمهورية ويعلن ايضا مولد مطرب جديد

يتبع

واستمرت رحلة حليم الوطنية مع الثوره وفي نفس الوقت كان عبدالحليم زعيم الأغنية العاطفيه في مصر والعالم العربي

ولاشك ان حليم في اصراره على البقاء متربعا على عرش الأغنيه كان بين الحين والآخر يتعرض لمحاولات اقصائه او استبداله او على الأقل تقدير مشاركته العرش

بدأت المحاولات مع كمال حسني هذالمطرب الذى وقفت وراءة المنتجه مارى كويني لهذا انتجت لكمال حسني فيلم ربيع الحب بعد عام واحد من تقديم لحن الوفاء لعبدالحليم وشاديه واكثر من ذلك لنفس مخرج لحن الوفاء ابراهيم عماره

وعندما اختلف مع الموجي اطلق الأخير اصوات محرم فؤاد والتلباني وماهر العطار وصولا الى هاني شاكر

ربما كانت اكثر اللحظات توترا التي عاش فيها عبدالحليم حافط القلق الفني تلك التي شهدت تألق محمد رشدى وشعبيته الجارفه بعد اغنيات وهيبه للأبنودى ثم عدويه للأبنودى وبليغ حمدى

كان عبدالحليم يغني كلمات مغرقه في الشاعريه والتجديد كتبها الأخوان رحباني ولحنها محمدعبدالوهاب وهي يا شارع الضباب ومحمد رشدى يردد في ايدنا المزامير

وغير عبدالحليم البوصله الغنائيه العاطفيه الى الشعبيه وقدم سواح لمحمد حمزه وبليغ حمدى

رحل عبدالحليم قبل ان يكمل 48 عاما وعدد كبير من مطربينا وصلوا الى نفس الرقم بل تجاوزوه ولا تزال نطلق عليهم شبابا


انهى عبدالحليم حافظ مشروعه الغنائي قبل الثامنه والأربعين وهو لا يزالون يبحثون عن مشروع

فنان بحجم وفكر عبدالحليم حافظ لا يمكن ان يتحول الى ندابه تهاجم جيلا وعصرا ونبضا وايقاعا ونغما جديدا

لكن من المؤكد ان عبدالحليم كان قادرا لو امتد به الأجل على ان يغني على ايقاع هذا الزمن بأسلوب حليمي المذاق