السؤال
هل الأفضل بعد أداء مناسك العمرة عمل عمرة أخرى للأب المتوفى مثلا أو تكرار الطواف مع كل زيارة للحرم وهل النظر إلى الكعبة عبادة؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يظهر- والله أعلم- أن الإكثار من الطواف بالبيت أفضل من العمرة عن الأب، وذلك لأمرين: أحدهما ما ورد في الإكثار في الطواف من الأجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة ولا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه خطيئة وكتب له بها حسنة. رواه أحمد والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
وثانيهما: أن الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح كان لهم أموات من آباء وغيرهم ولم ينقل عنهم أنهم اعتمروا عن أحد منهم في نفس السفرة، فالأولى الانشغال بالطواف مع كثرة الدعاء والاستغفار لأبيك، وإن كان لا ينافي جواز العمرة عن الأب بعد الاعتمار عن النفس، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 10014.
أما النظر إلى الكعبة، فقد ذهب عطاء ومجاهد إلى أنه عبادة، ونص العز بن عبد السلام على استحبابه واحتجوا بحديث عائشة عند ابن أبي داود في المصاحف، وابن حبان في الثواب، والديلمي في مسند الفردوس، وأبي الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى الكعبة عبادة. وإسناده ضعيف، ضعفه ابن عدي والذهبي والألباني، لأن في إسناده زافر بن سلمان لا يتابع على حديثه. ولا نعلم حديثاً صحيحاً ورد فيه الترغيب في النظر إلى الكعبة أو ترتب ثواب عليه، وإن كان قد ورد في ذلك حديث مختلف في تحسينه وتضعيفه وهو حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ينزل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة، ينزل على هذا البيت ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين. رواه الطبراني.
قال صاحب أسنى المطالب: حسنه المنذري ثم العراقي وهو سهو، وقال ابن الجوزي حديث لا يصح. اهـ
والله أعلم.