كانت تبكى بشدة عندما يصاب شباب التحرير بسوء .. وأغانيها علمتهم حب الوطن
ابنة شقيق شادية: عمتى قضت فترة اعتزالها بين الله ومصر وأولادها
الأحد 3 يونيو 2012 - الشروق
إياد إبراهيم
منذ اعتزالها وجمهورها يبحث عن أى أثر لها أو منها، صورة أو لقاء، لكنها أثرت البعد والغياب تاركة خلفها صورة متكاملة لفنانة شاملة حقيقية حتى وإن غابت عن جمهورها إلا أن الروابط بينهم لا تنقطع، صار صوتها رفيقا فى الأفراح والانتصارات، ليالى طويلة ترج ميادين الحرية فى طول مصر وعرضها عشقا وولعا ونداء على حبيبتى يا مصر..
قضت شادية فى المستشفى أياما عديدة تناوب على رعايتها أبناء أشقائها أبناؤها كما تراهم وتتعامل معهم وكانت لحظات بهجتها التى تبدد المرض عندما يدخل عليها أحفادها من هؤلاء الأبناء، فتقفز الابتسامة على وجهها لتقابل بها عائلتها الصغيرة الدافئة وتنسى لحظات المرض والألم.
أوقات رعايتها مقسمة بين ناهد وخالد أبناء شقيقها طاهر شاكر أحد أقرب الأشقاء إلى قلب شادية، يسهرون على رعايتها ويعملون على لقاء الزوار والمعجبين، تحدثنا مع ناهد شاكر الفنانة التشكيلية الثائرة، فحكت لنا عن شادية وكواليس اختفاها خاصة فى الأيام الأخيرة للمرض.
فى البداية تحدثت ناهد عن حالة شادية، وقالت: نحمد الله جميعا على ما وصلت له حالة عمتى، فهى الآن مستقرة تماما وتجاوزت أى مرحلة للخطر.
أما عن حياة شادية قبل المرض فتقول ناهد: شادية لا ترى فى حياتها إلا 3 أشياء، أولاها «الله» فحبه يسكن كل خلاياها وتعيش على الصلاة وقراءة القرآن، ليس تشددا كما قد يتصور البعض أو يرسم صورة ذهنية لفنانة معتزلة، بل بروح أقرب للصوفية متعلقة بربها وتبحث عنه فى كلامه وصلاته فيملأ حبه قلبها، وبالفعل حفظت شادية بعض أجزاء القران معتمده فقط على القراءات والختمات المتكررة للمصحف.
أما المركز الثانى على قائمة شادية فلمصر، فهى كما تقول ناهد ابنة شقيقتها تعشقها لحد الجنون وربما أكثر وتتذكر عن علاقة شادية بمصر وتقول: أذكر عندما كنا أطفال ونلهو بالحديث، ونقول سوف نهاجر عندما نكبر ونترك مصر ونعيش فى أوروبا مثلا وكنا نلهو، فكانت تغضب وتنهرنا وتقول كلمتها التى سمعناها منها كثيرا «اوعى حد يتكلم على مصر أو يجيب سيرتها بحاجة وحشة»، وفعلا كلما كبرنا فى السن تشربنا منها حب مصر ومعناه وعشنا على أغانيها أجمل معانى حب الوطن.
أما الشىء الثالث الذى يحقق لها البهجة دائما هو رؤية أولادنا جميعا، نحن أبناء أشقائها أو أولادها كما نتعامل منذ ولدنا وألاحظ دائما حتى فى أوقات المرض تلك البهجة التى تكشفها ابتسامتها عند وصول الأحفاد ليطمئنوا عليها.
وقالت ناهد عن عائلة شادية التى تقضى بينهم جميع وقتها: أولادها هم خالد وأنا أبناء شقيقها طاهر وياسمين وإيهاب أبناء شقيقها محمد وليلى بنت أختها سعاد، أما الأحفاد فهم يوسف وياسمين وعمر.
وتضيف ناهد: أذكر أيام الثورة سعادتها ومفاجآتها بما حققه الشباب ولكن أذكر أيضا بكاءها الشديد عندما يمس أى شاب بسوء فى التحرير أو فى أى مكان فى العديد من الحوادث التى شهدتها مصر منذ انفجار ثورة يناير. تتابع بشغف نشرة الأخبار، وتبحث عن كل ما يحدث فى مصر ولكن يدمى قلبها تعرض الشباب الصغير لأى إيذاء أى كان نوعه وتقضى ليالى حزينة جدا على هؤلاء الشباب والمصابين.
ناهد تقول عن تماثل شادية للشفاء: أشعر بطاقة الحب العظيمة التى تغلف المستشفى دعوات محبيها وتوافدهم عليها فى المستشفى أستطيع أن أراه سببا كبيرا فى تحقيق الشفاء السريع فكان بمثابة طاقة إيجابية دفعت كل شىء نحو الأفضل.
وقالت: ممن زاروا شادية فى مرضها أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين وشهيرة ووزير الثقافة صابر عرب والفنانة يسرا فضلا على العديد من محبيها وجمهورها.