عبدالحليم حافظ هل يعود الربيع؟!
جريدة المساء الأسبوعية
ناديه سعد
31/03/2013 11:25:07 ص
36 عاما علي الرحيل ومازال حيا بيننا.. لم يكن صوتا عاديا لكنه كان صوت الشعب بكل فئاته وطبقاته وآماله وأحلامه وصعوده وهبوطه.. لذلك مات الجسد ولم تمت الكلمات ولم يمت الصوت.. إنه عبدالحليم حافظ الغائب الحاضر بيننا.. مازال يشجينا رغم السنوات.. نسمعه فيعود بنا إلي زمن فات.. زمن كان بالنسبة لجيلنا ولمن سبقنا أحلي سنوات العمر.
حليم كان حالة متكاملة وليس مجرد صوت جميل سجل بأغنياته شهادة خالدة علي تاريخ شعب وثورة مجيدة من تأميم قناة السويس إلي ملحمة بناء السد العالي حتي رددنا معه "قلنا ح نبني وآدي إحنا بنينا السد العالي" ليعبر عن شعب تحدي كل الروف ليبني أمجاده.. كان صوت الفلاح والعامل ومحدود الدخل فقال "ريسنا فلاح ومعدينا عامل وفلاح من أهالينا".. كانت الكلمات لعمالقة الكتابة والشعر وكان الصوت الصادق هو الذي يشحن بها الوجدان.
هل ينسي أحد منا أغنية "صورة صورة" التي جسد فيها كل فئات الشعب وكل يقوم بدوره في مشهد متكامل نتمني أن يعود إلي أرض الواقع كما عبرت عنه الأغنية الخالدة التي جعلت الشعب كله خلية نحل ومن يتكاسل ليس له مكان في الصورة!!
في مرحلة حرب الاستنزاف كان حاضرا بصوته وغني أحلي الأغنيات منها فدائي وخلي السلاح صاحي.. وعندما قامت حرب اكتوبر المجيدة غني لسيناء أغاني جميلة نقلنا معها إلي أرض الفيروز التي كنا في شوق إليها.
حتي النجاح في الدراسة شجعه حليم بأغنية كانت شعار فترة هور النتائج هي الناجح يرفع ايده.. كما غني للعروبة وللقومية العربية وغني بلهجات خليجية ومغربية فكان سفيرا بحق للوطنية.
وكما كان حليم صوت الثورة والحرب وتحرير الأرض والعزة والكرامة كان ايضا صوت المحبين والعاشقين.. ينترون الربيع ليسمعوا ماذا سيقول حليم من زي الهوا لجانا الهوي لقارئة الفنجان لموعود وفاتت جنبنا وغيرها.. وكما عاشوا مع صوته عاشوا مع أفلامه البسيطة الجميلة التي عبرت عن الحارة وأخلاق الطبقة الكادحة الطامحة لحياة أفضل.
تري.. لو كنت حيا ياحليم هل كنت ستجد كلمات تغنيها تعبر عما نمر به من فوضي وصراعات وتطاحن؟.. ماذا كنت ستقول عن العنف الذي يغلف حياتنا؟!! عن القسوة وغلة القلوب التي وصلت للذبح والتمثيل بالجثث واقتحام غرف العمليات وقتل مصاب خدره الاطباء لإجراء جراحة له.. بأي صوت كنت ستغني وفي أي ربيع كنت ستشدو؟!!
اعتقد أنه لو طال بك الزمن لكنت اعتزلت الفن والغناء واغلقت علي صوتك حتي بالكلام العادي الذي اصبح بلا معني!!
عفوا.. أردت أن أعود للماضي وأبعد عن السياسة وأخواتها فوجدتني أغوص في الحاضر دون قصد.. فليعذرني القارئ.. رحمك الله ياحليم.
السبت أبريل 13, 2013 1:31 pm